Beskrivning
تقديم
السجن والمنفى صنوان سيّما عندما يكون الوطن البديل مليءٌ بالغربة، وبالتهميش وفقدان العدالة. يُعزل السجين السياسي في وطنه الأم عن أحبته ويُعامل بإزدراء وإحتقار جرّاء مواقفه السيّاسيّة أوالفكرية ضّد الدولة بمفهومها الشمولي التعسفي فيلجأ عندما يستطيع إلى مَوَاطِن بعيدة بحثاً عن عالم أكثر أمناً وإنصافاً وإحتراماً لذاتِه التي حَرَصَ عليها ألّا تتشوه في وطَنِهِ الأُم. واللاجيء عموماً يلجأ لبلدان أخرى طلباً للحماية والعيش الكريم بعد أن يَحرقَ سُفُنُه كافّةً مُضطراً لكي يصل إلى مرافيء بعيدة تصبح حالما يصلها البديل الأوحد. وحينما لايجد اللاجئون أيّا كانوا تقَبُّلاً من الوطن البديل، ينكفئون على ذواتهم بحثاً عن عودة أو دفئ ما في صقيع المُجتمع الجديد ليعيشوا غُربَةً قد لا تختلف ببعدها الإنساني عن غُربتهم في الوطن الأُم الذي لفظهم وسجنهم وإضطهدهم سياسياً أو إجتماعياً، سيّان.
في كتابي هذا أحاول أن أُعيد إنتاج لحظات إغترابي في وطني الأم وفي وطن المنفى لدى هجرتي خلال بحثي عن عالم أفضل. أحاول هنا أن أسترجع وأشارك لحظات مرّت في حياتي وفي حيوات الكثيرين، لحظات ثمينة، آسرة وأخرى بشعة، مجنونة أو حتى مستحيلة حيثُ تكون الذكرى كالسوط أحياناً وأحياناً أخرى تكون مُشَبّعة بشذىً رائع كالربيع.
بعض شخصيات هذا الكتاب حقيقيّة ومنهم من صنع خيالي، وآخرين وُجدوا وعاشوا ضمن مساحة حياتي الممتدة في زمني المُعاش فعليا أو في زمنٍ موازٍ صُنع من تجارب الآخرين عبر أزمانٍ سحيقة.
أهدي كتابي هذا إلى كل إنسان وقف أو يقف شامخاً أمام القهر والحرمان متشبثاً بما آمن به مُرغماً أو مختاراً. كما أهديه إلى أرواح أمي وفضيلة وخالتي هاجر اللآئي غَرفتُ من محبتهم الكثير، ولم يتسنى لي الرد سوى المزيد من آلام الفراق. إلى أحِبّتي كافّة، أخواي رفعت ويعرب، وأختي سحر وزوجتي نجاة وكُلُّ من عرفت وكان إنساناً جميلاً.
Recensioner
Det finns inga recensioner än.